في عالم الالكترونيات يوجد هناك بما يسمى بالاشارات الرقمية والتي يعبر عنها ب صفر أو واحد
والإشارات التماثلية والتي يعبر عنها بدوال متصلة من الارقام بحيث تمتلك قيم متفاوتة تتغير بتغير الزمن
فالكمبيوتر يشتغل على النظام الرقمي والتلفون على النظام الرقمي وإشعال اضائة البيت رقمي وغيرها من تطبيقات الحياة العملية
وبرمجة هذه الأنظمة يعتبر بسيط نظرا لبساطة معالجة هذه الأشارة وإدخالها للكمبيوتر بالشكل السليم
لكن إذا ما أتينا إلى الإشارات التماثلية فهناك أنظمة تتواجد في الطبيعة تعمل عن طريق هذه الإشارات منها الفرن الكهربائي بحيث يتم التلاعب بدرجة الحرارة تحت ضروف وقيم مختلفة ،أجهزة القياس لدرجات الحرارة ،وغيرها من الأنظمة . فالتعامل مع هذه الإشارات ليست بالسهلة بسبب أن الكمبيوتر مايقبل الا صفر أو واحد .فتأخذ هذه الإشارة من الطبيعة ويتم معالجتها وفلترتها بحيث تنتهي بمجموعة من الأصفار والوحدات ومن ثم نقلها للكمبيوتر ليتم فهمها والتعامل معها بالشكل المناسب
لو أتينا إلى تحليل المشاكل الموجودة على أرض الواقع وإسقاطها على هذه الأنظمة لوجدناها متفاوتة مابين رقمية وتماثلية
فهناك مشاكل وأزمات تظهر بشكل مفاجئ ويتم حلها بشكل مفاجئ مثل الأزمات التي تحصل بين الدول الكبرى فهي تنحل بشكل لحظي والسبب الوحيد هو أن هذه الدول لديها مصالح متبادلة فيما بينها فهي لاتريد فقد تلك المصالح فيصبون الماء على النار حال ظهورها ليخمدوها بشكل سريع
لكن في المقابل الأنظمة التماثلية مثل أزمة فايروس كورونا .هذا البلاء ظهر على الطبيعة بشخص واحد وتكاثر بشكل هائل على كل مناطق العالم فمعالجة هذه الإشارة وكتابة خوارزمية لها معقد للغاية
فلذلك يصعب عليهم الخروج لحل مناسب لهذه الأزمة
ولكي يسهل علينا التعامل مع الإشارة التماثلية بسهولة يجب علينا تحويلها إلى رقمية لكي نستطيع التعامل معها بسهولة عندما بدأت علوم الالكترونيات بالظهور كانت ثورة الترانزيستورات لها الاسهاب الكبير في هذا المجال بحيث كانت تستخدم كمتحكم بسير المجال الكهربائي حسب إرادة وغرض المستخدم لكن بطريقة يدوية ،كلاسيكية ،قديمة .ومع تطور العلوم وازدياد احتياجات الناس للتطبيقات في هذا المجال
عملوا على التحديث والتطوير والعمل الجاد على الترانزيستور نفسه بحيث توصلوا إلى مايسمى بالمتحكمات الرقمية وهي عبارة عن مخزن كبير يحوي عائلة من الترانزيستورات تعمل بشكل اوتوماتيكي حسب تقنية حديثة قابلة للتغير والتطوير وقت وكيف ما نشاء
وتوجد داخل هذه المتحكمات العديد من الدوال الرياضية المسؤولة عن الربط والتلاعب بين الترانزيستورات بحيث تمكن هذه الشريحة الصغيرة من إجراء عملها بسرعة فائقة لاتتجاوز جزء من المللي ثانية .فبإمكان متحكم صغير لا تتجاوز ابعاده بضعة سنتيمترات يتحكم بعملية أتمتة لبيت بأكملها من ناحية الإضائة ،التسخين، الإتصال،وغيرها من الخدمات التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية
وفي الأخير نرجع لربط هذا المتحكم بموضوع الطبيعة الكونية .كما قلنا أن حل الأزمات بين الدول الكبرى يتم بشكل سريع واّني حفاظا على مصالحهم الشخصية والكبرى
لكن التعامل مع كورونا صعب جدا فلذلك يجب شيفرة النظام الخاص به ونمذجته بمتحكمات رقمية وهذه المتحكمات تكمن في الذكاء ،الدقة ،النظافة،المناعة الشخصية وأيضا الأبتكار لطرق بديلة للطرق الكلاسيكيةالمعتاد عليها مسبقا.
الرقميات والتحكم جزء كبير وواسع ومتشعب في كل الأمور .فتعريجنا ولو بالجزء البسيط مما لنا علم به وسيجعلكم إن شاء الله تخرجون عند إكتمال قرائتكم لهذا المقال لكم معرفة سطحية عن هذا المجال
ففي زمننا الحاضر التحكم يمثل الجزء الأكبر مما نعيشه .فكمثال مبسط عندما ندخل من باب البيت ،هناك تعمل اللمبات الضوئية بطريقة أوتوماتيكية ولفترة زمنية محددة . فبرأيكم كيف تسير العملية ؟
هناك داخل اللمبة الضوئية متحكم صغير مدمج فيه ترانزيستورات ، هذا المتحكم يتم كتابة كود معين وبلغة وخوارزمية معينة ، بحيث يتم تحديد الفترة الزمنية التي سيتم فيها شغل اللمبة ومن ثم تنطفئ عند انتهاء تلك المدة.بالإضافة إلى ربط ذلك المتحكم بمستشعرات(حساسات للحركة ) ،هذه المستشعرات تستشعر حركة اي جسم صلب يقترب منها بحدود مترات محددة .عند الاقتراب من هذه الحساسات تعمل على إرسال إشارة كهربائية إلى المتحكم المدمج في اللمبة والذي بدوره يعمل على برمجة هذه الإشارة حسب الكود المكتوب والمخزن داخل المتحكم ومن ثم ترسل الجواب المطلوب إلى اللمبة الضوئية لتشتغل . تتم هذه العملية كما تعرفون خلال لحظات من الزمن
ولو ربطنا هذه العملية بالأمثلة الواقعية لوجدنا أهميتها فسرعة ركود المشاكل بين الدول العظمى يكمن في جوهرية قوتها في التحكم فعندما يكون لديك علم ،عقول نيرة ،إمكانيات بحثية قوية ،وتكنولوجيا متطورة فهنا مربط الفرس وهنا السرعة الخيالية وهنا التحكم بحد ذاته
